بسم الله، والحمد لله .والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه وسلم.
.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
.
فربما يكون رجل أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله ما أبره..
فما هو الميزان ؟
.
الميزان تقوى الله، كما قال الله تعالى:
( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ )
.
فمن كان أتقى لله فهو أكرم عند الله
ييسر الله له الأمر ، يجيب دعاءه ، ويكشف ضره ، ويبر قسمه
.
وهذا الذي أقسم على الله لن يقسم بظلم لأحد ، ولن يجترئ على الله في ملكه
ولكنه يقسم على الله فيما يرضي الله ثقة بالله عز وجل..
أو في أمور مباحة ثقة بالله عز وجل
.
وقد مر علينا في قصة الربيع بنت النضر وأخيها أنس بن النضر ؛
فإن الربيع كسرت ثنية جارية من الأنصار ، فاحتكموا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تكسر ثنية الربيع ؛ لأنها كسرت ثنية الجارية الأنثى
فقال أخوها أنس : يا رسول الله ، تكسر ثنية الربيع ؟
قال: ( نعم ، كتاب الله القصاص ، السن بالسن )
قال : والله لا تكسر ثنية الربيع
قال: ذلك ثقة بالله عز وجل ، ورجاءً لتيسيره وتسهيله.
.
فأقسم هذا القسم ، ليس رداً لحكم الرسول ، ولكن ثقة بالله عز وجل
فهدى الله أهل الجارية ورضوا بالدية أو عفوا.
.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
( إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره )
.
لأنه يقسم على الله في شيء يرضاه الله عز وجل
إحساناً في ظنه بالله عز وجل .
.
أما من أقسم على الله تألياً على الله ، واستكباراً على عباد الله ، وإعجاباً بنفسه.
فهذا لا يبر الله قسمه ؛ لأنه ظالم ..
.
ومن ذلك قصة الرجل العابد الذي كان يمر برجل مسرف على نفسه
فقال : والله لا يغفر الله لفلان ، أقسم أن الله لا يغفر له ، لماذا يقسم ؟
هل المغفرة بيده ؟ هل الرحمة بيده ؟
فقال الله جل وعلا :
( من ذا الذي يتألى عليّ أن لا أغفر لفلان ؟)
استفهام وإنكار:
( فإني قد غفرت له وأحبطت عملك)
.
نتيجة سيئة والعياذ بالله ، لم يبر الله بقسمه، بل أحبط عمله
لأنه قال ذلك إعجاباً بعمله وإعجاباً بنفسه
واستكباراً على عباد الله عز وجل
.
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى.
من شرح رياض الصالحين- باب فضل ضعـفة المسلمين
والفقراء والخاملين.