ما أطيب اللحظات وهي تُقضى مع خير المرسلين!
وما أحلى الأوقات وهي تُمضي مع إمام المتقين!
فبذكره يطيب الاستماع، وعلى سيرته يحلو الاجتماع،
وباتباع سنته يزيد الإيمان، وتزول الأحزان، وتتآلف قلوب المؤمنين في كل زمان ومكان.
،،،،
لقد كانت البسمة إحدى صفات نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – التي تحلّى بها ،
حتى لم تعد الابتسامة تفارق محيّاه ، حتى صارت عنواناً له وعلامةً عليه ،
يُدرك ذلك كل من صاحبه وخالطه ،
كما قال عبد الله بن الحارث بن حزم رضي الله عنه : " ما رأيت أحدا أكثر تبسّما من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رواه الترمذي
ويقول عنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من أحسن الناس ثغراً .
وكتب السير مليئة بالمواقف التي ذُكرت فيها طلاقة وجه النبي – صلى الله عليه وسلم - ،
فتراه يخاطب من حوله فيبتسم ، أو يُفتي الناس فيضحك ،
أو تمرّ به الأحداث المختلفة فيُقابلها بإشراقة نفسٍ وبشاشة روح .
فمن ذلك ما رواه الإمام البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
"كانَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ يخطُبُ يومَ جمعَةٍ ، فقامَ الناسُ فصَاحُوا ، فقالُوا : يا رسولَ اللهِ ، قَحَطَ المطَرُ ، واحْمَرَّتْ الشجرُ ، وهلكَتْ البهَائِمُ ،فادْعُ اللهَ أنْ يَسْقِيَنَا .
فقالَ : اللهمَّ اسقنَا . مرتينِ ،
وايْمُ اللهِ ، ما نَرَى في السمَاءِ قَزَعَةً من سحابٍ ، فنَشَأَتْ سَحَابَةٌ وأمطَرَتْ ،
ونزَلَ عن المنْبَرِ فصلَّى ، فلمَّا انصَرَفَ ، لم تَزَلْ تُمْطِرُ إلى الجُمُعَةِ التي تَلِيهَا ،
فلمَّا قامَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يخْطُبُ صاحُوا إليهِ : تَهَدَّمَتْ البيوتُ ، وانقَطَعَتْ السُّبُلُ ، فادْعُ اللهَ يحبِسُهَا عنَّا .
فتَبَسَّمَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، ثمَّ قالَ : اللهمَّ حولينَا ولا علينَا .
فَكُشَطَت المدينة ، فجعلت تُمْطِرُ حولَها ، ولا تُمطِرُ بالمدينةِ قطْرَة ، فنظرتُ إلى المدينةِ وإنَّهَا لفِي مثلِ الإكْلِيلِ .
وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال : " وقع عليّ من الهمّ ما لم يقع على أحد ، فبينما أنا أسير مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفرٍ قد خفقت برأسي من الهمّ ، إذ أتاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعرك أذني وضحك في وجهي ، فما كان يسرني أن لي بها الخلد في الدنيا " رواه الترمذي .
وعن أبي هريرة قال : " جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ، رأيت في المنام كأن رأسي قُطع ، فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم – وقال : ( إذا لعب الشيطان بأحدكم في منامه فلا يحدث به الناس ) " ، رواه مسلم
،،،
فما أحوجنا إلى ما يجعلنا نبتسم ونقبل على الحياة على ما فيها من أكدار و هموم بتفاؤل وحسن ظن بالله فقد كان السلف الصالح يبتسمون ويضحكون وقدوتهم في ذلك رسول الانام عليه افضل الصلاة والسلام
حلقة رائعة عن
ابتسامات النبي صلى الله عليه و سلم